سوريون في مهب الريح

أمينة ذات 49 عاماً، هي أرملة وأم لسبعة أطفال، ثلاثة منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، خرجت مع أبنائها من عفرين في سوريا نتيجة العنف الدائر هناك، والآن تعيش في خيمة مع إبنها المتزوج وعائلته في منطقة تل رفعت.

حدثتنا أمينة عن معاناتها اليومية جراء النزوح وقلة الموارد وقالت "في الصيف الماضي، عندما غادرنا قرية الحصبة، مسقط رأسنا، لم نتمكن من أخذ أي شي معنا. كانت رحلة طويلة وشاقة، توجب علينا القيام بها للبقاء على قيد الحياة. خلال الفترة الماضية، عندما كانت تشتد درجات الحرارة، وكان أطفالي يتعرقون في ثيابهم، كانوا يخلعون ملابسهم ويبقون شبه عراة، ريثما أقوم بغسل ثيابهم وتجفيفها. هذه الملابس الموزعة شديدة الأهمية بالنسبة لنا."

قالت وضحة، ذات الخمسة والثلاثين عاماً، والتي هربت مع عائلتها المكونة من ستة أفراد نتيجة الصراع في عفرين: "أصعب ما يمكن تخيُّلهُ هو أن تهجرَ منزلك ورائك وتهرب فجأة خالي اليدين، لتنجو بحياتك. ما زلت أستطيع تذكر تفاصيل تلك الرحلة التي قطعناها أنا وعائلتي هرباً من عفرين، غادرنا الساعة الخامسة صباحاً حاملين معنا بعض الأوراق الرسمية لا أكثر. عندما وصلنا إلى تل رفعت، لم تكن طفلتي تمتلك غير ثوبٍ واحدٍ فقط، كان عليها أن ترتديه لأسابيع متواصلة."

أدت العمليات العسكرية التي انطلقت في شمال غرب سوريا خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي إلى حركة نزوح واسعة النطاق، حيث فرَّ ما يقرب من 134،000 شخصاً من عفرين إلى تل رفعت والمناطق المجاورة بحثاً عن الأمان. وقد اضطر العديد منهم إلى التحرك بشكل مفاجئ، تاركين كل شيء وراءهم، حيث وصلوا وهم لا يمتلكون الحد الأدنى اللازم لتغطية احتياجاتهم الأساسية.

عمر ، 44 سنة ، خرج من عفرين إلى قرية دير جمال في شمالي محافظة حلب، أخبر منظمة أوكسفام: "عندما رأى أبنائي الصغار الملابس الجديدة ، كان الأمر كما لو أن أحداً ما حقق فجأة كل أحلامهم الصغيرة. ربما لا أملك مالاً في جيبي، لكن رؤية الابتسامة على وجوههم الصغيرة كانت كافية لجعل يومي مميزاً."

لمساعدة ما يقرب من ثلاثة آلاف أسرة خرجت من عفرين نتيجة الاقتتال الدائر، سلّمت منظمة أوكسفام ، 6400 مجموعة ملابس صيفية للأطفال بين عمري العامين والأربعة عشر عاماً بتمويل من OCHA (مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيةتحتوي كل منها على ملابس داخلية، جوارب، قمصان، سراويل، قبعات وأحذية رياضية، وذلك لمساعدة هذه الأسر على التكيف مع ظروف الطقس الصعبة وليتمكنوا من تخصيص ما يمتلكونه من موارد محدودة لتغطية احتياجات أخرى.

  • أمينة ذات 49 عاماً، هي أرملة وأم لسبعة أطفال، ثلاثة منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، خرجت مع أبنائها من عفرين نتيجة العنف الدائر هناك، والآن تعيش في خيمة مع إبنها المتزوج وعائلته في منطقة تل رفعت. حصلت عائلتها مؤخراً على ملابس جديدة قامت بتوزيعها منظمة أوكسفام.

    أمينة خرجت مع أبنائها من عفرين نتيجة العنف الدائر هناك، والآن تعيش في خيمة مع إبنها المتزوج وعائلته في منطقة تل رفعت في سوريا. حصلت عائلتها مؤخراً على ملابس جديدة قامت بتوزيعها منظمة أوكسفام.

  • وضحة، ذات الخمسة والثلاثين عاماً، والتي هربت مع عائلتها المكونة من ستة أفراد نتيجة الصراع في عفرين

    وضحة، ذات الخمسة والثلاثين عاماً، فرت مع عائلتها المكونة من ستة أفراد نتيجة الصراع في عفرين بحثا عن الأمان.