مشروع فرص العمل في سوريا

" أشعر بالحرج في كل مرة يطلب فيها أحد أطفالي مالاً لشراء بعض اللوازم المدرسية الأساسية. إن شراء هذه الحاجيات، حتى لو كانت رخيصة تعتبر مهمة صعبة للغاية وخصوصا عندما تكون عاطلاً عن العمل". هذا ما قاله باكير، 51 عاماً، وهو زوج وأب لأحد عشر طفلا، خمسة منهم في المدرسة. لعدة أشهر، اضطرت عائلة باكير لتحمل أهوال الحرب في بلدتهم، السفيرة. حيث هربوا عدة مرات بسبب العنف الدائر، ومن ثم اضطروا للعيش لمدة أربعة أشهر في مخيم وبظروف سيئة للغاية. على الرغم من عودة باكير إلى المنزل قبل عامين إلا أن الحرب حرمته من عمله، ولم يعد قادرًا على إعالة أسرته.

عملت أوكسفام في منطقة السفيرة، بالتعاون مع الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية (SSSD)، على توفير فرص عمل قصيرة المدى، لمئتي شخص، لتنظيف الشوارع في مجتمعهم الذي يعيشون فيه.  "لا أذكر متى كانت المرة الأخيرة التي حصلت فيها على عمل. إننا نتلقى معونات من وقت لآخر، لكن في بعض الأحيان يتوجب علينا أن نبيع ما نحصل عليه لدفع الديون أو لشراء بعض الاحتياجات الأخرى. مع الوقت، تصبح تغطية احتياجات العائلة أصعب. الآن سأنفق جزءاً من المال الذي سأحصل عليه لقاء عملي ضمن برنامج أوكسفام الخاص بالنقد مقابل العمل  لسداد ديوني وشراء بعض اللوازم المدرسية الضرورية لأطفالي كالأقلام والدفاتر. أما ما سيتبقى من المال فسأقوم بتوفيره لوقت لاحق". قال باكير.

الضغوط الاقتصادية التي تسبب بها ما يقرب من ثماني سنوات من الحرب في سوريا حرمت الأشخاص الأكثر ضعفاً من المستلزمات الأساسية للبقاء على قيد الحياة. إن فرص العمل، حتى لو كانت لفترة محدودة، من شأنها أن تعزز إمكانيات الأشخاص ممن هم أشد ضعفاً وتمكنهم من تحديد خياراتهم وأولوياتهم التي يحتاجون للأنفاق عليها كالتعليم والرعاية الصحية والملابس ووفاء الديون.

قال أكرم البالغ من العمر 42 عاماً لمنظمة أوكسفام، "كانت طفلتي الصغيرة تعاني من مرض في القلب منذ الولادة. لقد توجب عليها الخضوع لعملية جراحية منذ بضعة أشهر. على الرغم من أنها الآن أفضل حالاً لكن رحلتها للتعافي التام ما تزال طويلة ويلزمها المال." لم يكن أكرم يتمكن من إيجاد عمل سوى بعض الفرص المحدودة، "لقد كنت أقترض المال لدفع تكاليف علاج ابنتي. الآن يمكنني تسديد  جزء من ديوني مما سأحصل عليه لقاء عملي في نشاط النقد مقابل العمل وكذلك سأقوم بشراء ما قد تحتاجه ابنتي للتعافي من مرضها." أضاف أكرم.

"حتى ما  قبل الحرب كنا نعيش حياة متواضعة بدخل محدود، لكننا على الأقل لم نكن نضطر أبداً للنوم على معدة خاوية كما يحدث معنا الآن." هذا ما قالته نوف، 44 عاماً، وهي أم لسبعة أطفال تعيش في قرية حويجينة في ريف حلب. "كانت رعاية الماشية مصدر دخلنا الأساسي، لكنها سرقت عندما اضطررنا لترك قريتنا منذ عدة سنوات مضت بسبب الحرب. منذ ذلك الحين، اضطررنا إلى الاعتماد على المساعدات للبقاء على قيد الحياة حيث أن زوجي معاق وهو غير قادر على إعالتنا" قالت نوف. قدمت منظمة أوكسفام دجاج وأعلاف لمائتين وخمسين عائلة ممن هم أشد ضعفاً في المناطق الريفية في حلب حيث سيكون البيض الذي سيتم انتاجه مصدراً للغذاء والدخل بالنسبة للعائلات على حد سواء. "قبل الحرب لم نكن معتادين على قلة الطعام كما هو الحال الآن، سوف يساعد البيض الذي سينتجه الدجاج على دعم النظام الغذائي لأطفالي، أما ما سيتبقى منه سأقوم ببيعه لأكسب بعض المال الذي سيساعدني على شراء ما تحتاجه عائلتي من مواد أساسية كالملابس والأدوية." أضافت نوف.

 

  •