أيام قليلة تفصل الملايين من اليمنيين عن فقدان المياه النظيفه بالكامل

الاثنين, نوفمبر 27, 2017
أيام قليلة تفصل الملايين من اليمنيين عن فقدان المياه النظيفه بالكامل

بات خطرعودة الكوليرا وشيكا حيث أن أربعة من أصل خمسة أشخاص في اليمن سينتهي الأمر بهم من دون مياه.

ذكرت منظمة اوكسفام اليوم ان ثمانية ملايين شخص في اليمن لن يتمكنوا من الوصول للمياه الجارية في غضون أيام قليلة عند نفاد الوقود بسبب الحصار الذي تفرضه السعودية على الموانئ الشمالية للبلاد.

وبذلك سينضمون إلى ما يقرب من 16 مليون شخص في اليمن من الذين حرموا من المياه النظيفة، مما يترك أكثر من أربعة من كل خمسة أشخاص دون مياه نظيفة.

وقد يؤدي تعطيل إمدادات الوقود بهذه الوتيرة إلى حدوث طفرة جديدة لوباء الكوليرا الذي سجل ما يقرب من 950 ألف حالة يشتبه في إصابتها منذ نيسان / أبريل من هذا العام، والتي بدأت بالانخفاض في الأسابيع الأخيرة.

انه ولمن المحتمل ان تنفد مخزونات البنزين قريبا في المناطق الشمالية من البلاد بينما ستنفد مادة الديزل في غضون ثمانية أيام.
 هذا وقد صرحت وزارة المياه والبيئة أن سبعة مدن قد نفدت بالفعل من الوقود وسوف تنفد اثنتان أُخريات قريبا. هذا وتعتمد إمدادات المياه في أماكن مثل ميناء الحديدة على الوقود الذي توفره الأمم المتحدة، وقد وافقت المنظمات الاغاثية في اليمن على دعم شبكات إمداد المياه، ولكنها لن تتمكن من الاستمرار في ذلك حينما يصبح الوقود نادرا وأكثر تكلفة
.

وقالت منظمة أوكسفام إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على تدفق المياه النظيفة.

هذا وصرح شين ستيفنسون، مدير مكتب منظمة أوكسفام في اليمن: "يتم تجويع الشعب اليمني لإجباره على الخضوع ولفرض السيطرة عليه، وما لم يتم رفع الحصار في أقرب وقت فسوف يتم حرمانهم من المياه النظيفة كذلك. إن حرمان الملايين من الناس من المياه النظيفة في بلد يعاني بالفعل من أكبر تفشي لوباء الكوليرا في العالم وعلى وشك المجاعة عمل بالغ الوحشية."

"لا يوجد أي مبرر لأن يعاقب المدنيين بهذه الوحشية، فهؤلاء هم أشخاص تتعرض حياتهم للخطر في لعبة حرب تقودها بلدان أخرى، فلا يمكن لليمن أن يتحمل ذلك بعد الآن. "

إن شح المياه في اليمن يعتبر الأسوأ في العالم حث أن البلاد تعتمد في الغالب على المياه الجوفية. هذا وقد قفزت أسعار البنزين بنسبة 200% في العاصمة صنعاء، وسعر المياه قد تضاعف لأكثر من الضعف نتيجة ذلك – مما جعله بعيدا عن متناول معظم الناس.

وقد أغلق الحصار الذي فرضه التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية موانئ اليمن الشمالية منذ 6 تشرين الثاني / نوفمبر، مما دفع الملايين من الناس إلى حافة ما يعتبر أسوأ كارثة إنسانية في العالم وأسوأ تفشي للكوليرا في العالم. هذا وقد أعلن التحالف في 23 تشرين الثاني / نوفمبر أنه سيعيد فتح الموانئ للمساعدات الانسانية فقط، ولكن بدون وقود فان ذلك لن يؤدي إلى تحسين الوضع بالشكل المطلوب.

الجدير بالذكر ان حوالى سبعة ملايين شخص معرضون لخطر المجاعة يبنما حذرت الأمم المتحدة من إنه ما لم يتم رفع الحصار فان اليمن سوف تُعاني من أسوأ مجاعة تحصل في اى دولة فى السنوات الاخيرة. إن قطع إمدادات المياه سيجبر الأسر على شرب المياه الملوثة القذرة، مما يُعرض حياتها للخطر حيثُ سيزداد خطر الإصابة بالامراض.

لقد تأثرت مشاريع منظمة أوكسفام التي توفر المياه النظيفة بسبب شحة الوقود، ففي مديرية خمر بمحافظة عمران في وسط غرب اليمن - حيث بلغ عدد الوفيات الناجمة عن الكوليرا منذ نيسان / أبريل 174 حالة – قد تم وقف إمدادات المياه النظيفة والتي كان يستفسد منها 31 ألف شخص بسبب ان الوقود المحرك لشبكة المياه نفد او أوشك على النفاد.

وقد نفد الوقود لدى إدارة النظافة المحلية في مدينة تعز والمناطق المحيطة بها هذا الأسبوع مما تسبب بايقاف عملية إزالة القمامة من الشوارع، وذلك يخلق بيئة مثالية لأمراض جديدة مثل الدوسنتاريا والدفتيريا للانتشار بسرعة.

اصابت الدفتيريا ما لا يقل عن 120 شخصا منذ مطلع تشرين الثاني / نوفمبر، وذلك لن يزداد الا سوءا ما لم تحصل المرافق الصحية على الوقود. وذكرت منظمة الصحة العالمية ان ما لا يقل عن مليون طفل معرضون لخطر الاصابة بالمرض اذا ما استمر منع دخول اللقاحات والادوية.

وقال ستيفنسون: "كلما إستمر الحصار كلما زاد عدد الناس الذين يحتاجون إلى مساعدتنا وقلت امكانية تقديمنا لها. لا يمكن السماح للمجتمع الدولي ان يُدير ظهره للمعاناة في اليمن بعد اليوم. ان كل من له تأثير على التحالف بقيادة السعودية متواطئ في معاناة اليمن ما لم يفعل كل ما في وسعه في ان يدفعهم لرفع الحصار ".